لفت النّائب السّابق شامل روكز، أنّ "تصرّفات رئيس "التّيّار الوطني الحر" النّائب جبران باسيل، أثّرت على عمل رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون. ما يَعتبره باسيل ذكاءً في السّياسة، أعتبره أنا سياسة احتياليّة. الذّكي هو الشّخص الّذي حين يصل إلى موقع هو الأوّل في السّياسة، تكون لديه خطّة واضحة وصريحة منفتحة على الجميع لإيصال المؤسّسات إلى كلّ النّاس، وتكون لمصلحة النّاس لا ضدّهم".
وأوضح، في حديث صحافي، أنّ "لهذا، في لحظة معيّنة قلت لهم: لا أستطيع أن أتابع معكم. لم يكن يعني لي شيئًا أن أكون نائبًا، هذا آخر همّ لدي"، مركّزًا على أنّ "البلد يقوم على مؤسّستَين عملوا كثيرًا كي يدمّروهما: القضاء والجيش. المؤسسة العسكرية لا تُختصر بقائد الجيش، ولا يمكن الكلام عن قائد الجيش من دون تلبيس المؤسّسة ما يُقال. لا يعجبهم قائد الجيش، فلماذا لم يغيّروه طوال ستة أعوام في مجلس الوزراء؟ من أنت (متوجّهًا إلى باسيل) لتحاكم الآخرين؟ لا يمكنك تركيب طريقة تفكير السّوريّين أيّام زمان على طريقتك اليوم".
وعمّا إذا كانت خيبته كبيرة من عون، أكّد روكز ذلك، مبيّنًا أنّها "خيبة أمل". وذكر أنّه "كان رمزًا وطنيًّا، لكنّه انقلب إلى رمز طائفي، ودخلنا في مفهوم بدل أن تكون المؤسّسات نماذج لعمله، أصبحت تعمل لمصلحته أو مصيرها الدّمار. لهذا كلّه أتت ردّة فعل النّاس السّلبيّة تجاه العهد السّابق"، متسائلًا: "ما خلّوه؟ ومن كانوا حوله أدّوا إلى ما وصل إليه؟ لم يُجبر أحدٌ ميشال عون بمن وضعهم حوله. هو من اختارهم".
وأشار إلى أنّ "معظم قرارات عون لم تكن بعيدة عمّن حوله، فهو كان يحبّ أن يأتي بمدراء عامّين ومسؤولين تابعين له، ليبقوا موالين له بعد مغادرته. هذه طريقة غير مؤسّساتية. كان حين يُسأل عن أمر يقول: وين جبران إسألولي ياه؟".
وسأل: "ما هي خبرة باسيل ليقرّر في الحياة المؤسّساتيّة والسّياسيّة؟ لا شيء. هو شخص درس الهندسة، وحين رأى الدّولة بين يديه ضاع "وضيّع الدّني كلّها". ونوّه إلى أنّ "وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ليس هو من يستلم وزارة الطاقة، بل النّائبة ندى البستاني هي وزيرة الطّاقة اليوم".
من جهة ثانية، لفت روكز إلى أنّ "حزب الله لديه استراتيجيّة يعمل عليها، وهو يساير هنا ويغطّي هناك ويسكت عن هنالك لتحقيق استراتيجيّته. أمّا "التّيّار" فلديه مصلحة لا استراتيجيّة"، معتبرًا أنّه "لو لم يدخل عون في التّسويات لكان حقّق الكثير. كان يملك عشرة وزراء في كلّ حكومة وثلاثين نائبًا، ومن يدورون في فلكه وتوقيعه. كان يمكنه أن يفعل ما يريد، ولا أحد يقول لي: "ما فينا وما خلّونا وما قدرنا". هو كان قادرًا أن يقوم بكل ما يريد القيام به، لو لم يدخل في القصص والتّسويات الّتي أقحمه فيها باسيل".
وعمّا إذا كان قد دفع ثمن رفضه الدّخول في التّسويات، شدّد على "أنّني ربحت ولم أخسر". وعن علاقته مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، أفاد بأنّها "جيّدة. إنّه قائد الجيش، وهذه المؤسّسة تهمّني وأمانة في رقبتي".